فورين بوليسي: ترامب فاشل في إدارة الملفات الكبرى وممارسة الدبلوماسية

قالت مجلة فورين بوليسي، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب فاشل في إدارة الملفات الدبلوماسية الكبرى، مشيرة إلى افتقاره إلى الإستراتيجية والتحضير المسبق، واعتماده على المظاهر واللقطات الإعلامية لجذب الانتباه، ما يدفعه إلى تقديم تنازلات مجانية لخصومه في نهج مرتبك يعكس افتقاره إلى المصداقية.

وقالت المجلة في هذا التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إن الجمع بين القمة الغريبة في ألاسكا مع فلاديمير بوتين والاجتماع الأقل غرابة لقادة الناتو في واشنطن، يعد تذكيرًا جديدًا بأن ترامب مفاوض سيء، وخبير في “فن التنازل”. فهو لا يستعد، ولا يطلب من مرؤوسيه تمهيد الأمور مسبقًا، ويصل إلى كل اجتماع دون أن يعرف ما يريد أو أين تقع خطوطه الحمراء، وليس لديه إستراتيجية ولا يهتم بالتفاصيل، لذا فهو يتصرف بشكل عشوائي.

وأوضحت أن فترة ولايته الأولى قد علمتنا أنه عندما أضاع الوقت في اجتماعات غير مهمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أن كل ما يسعى إليه ترامب هو جذب الانتباه، مصحوبًا بمشاهد درامية توحي بأنه المسيطر، أما جوهر أي صفقة يعقدها فهو أمر ثانوي، وهذا هو السبب في أن بعض الاتفاقيات التجارية التي أعلن عنها مؤخرًا أقل فائدة للولايات المتحدة مما يدعي.

وأشارت إلى أن السبب الوحيد الذي يجعل تصرفات ترامب الدبلوماسية المتقلبة مثيرة للاهتمام هو أنه يشغل منصب رئيس الدولة الأقوى في العالم، وأن أعضاء الكونغرس الجبناء من الحزب الجمهوري يواصلون تلبية كل نزواته، ولكن عندما يواجه أشخاص مثل ترامب ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والدبلوماسي الهاوي ستيف ويتكوف شخصيات مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ينبغي أن نتوقع أن الجانب الروسي سيستفيد بشكل كامل.

وقالت إن إجراء مفاوضات ناجحة مع خصم جاد يتطلب تقييمًا واقعيًا لمصالح كل طرف وقوته، ولا يمكن إقناع زعيم مثل بوتين بتقديم تنازلات لمجرد أنه يحبك أو لأنك قمت بفرش سجادة حمراء له على المدرج، ولن تحقق أي تقدم من خلال الانغماس في التفكير بالتمني أو إطلاق التهديدات أو الوعود التي لا يأخذها أحد على محمل الجد.

وأكدت المجلة أن السياسة الغربية تجاه روسيا وأوكرانيا قد عانت من هذه المعضلة لأكثر من عقد، فجذر المشكلة يكمن في انعدام التوازن بين دوافع روسيا والغرب، وهو نابع من اختلاف التصورات للتهديد وتعريف المصالح الحيوية، والدافع الأهم وراء أفعال بوتين هو الخشية العميقة، والمتفق عليها في الطيف السياسي الروسي، من أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو يشكّل تهديدًا وجوديًا لروسيا.

ولم يكن هناك ما هو أشد إضرارًا بالموقف الغربي في هذه القضية من رفض نخب السياسة الخارجية الاعتراف بأن التوسع غير المحدود للناتو كان خطأً استراتيجيًا، وهذا أحد “الأسباب الجذرية” التي أصرّ بوتين على وجوب معالجتها في أي اتفاق سلام، بينما حاول دعاة التوسع الغربي إنكارها أو تجاهلها. وبالطبع، لا يبرّر هذا حرب بوتين، لكنه يجعل إنهاء الصراع أصعب إذا لم تُعالج أسبابه الأساسية.

وذكرت المجلة أن الحقيقة المؤلمة أن موسكو قبلت بوضع اقتصادها على مسار الحرب والتضحية بمئات الآلاف من الأرواح، بينما لم يفعل الغرب ولن يفعل ذلك. صحيح أن الأوكرانيين قدّموا تضحيات هائلة، وأن الغرب دعم كييف بالمال والسلاح والاستخبارات والتدريب والدعم الدبلوماسي، لكن كان واضحًا منذ البداية أن في أوروبا أو أميركا الشمالية لن ترسل قواتها للقتال هناك.

أخبار دولية

زيلينسكي: لقاء بوتين يتطلب ضمانات

قتلى في هجوم روسي على أوكرانيا

الجنائية الدولية تنتقد عقوبات أمريكا

نتنياهو لن يرد على مقترح غزة.. ولا نية لإرسال وفد للتفاوض

فورين بوليسي: ترامب فاشل في إدارة الملفات الكبرى وممارسة الدبلوماسية

“عربات جدعون 2”.. من أين شرعت قوات الاحتلال بهجومها على غزة (خريطة)